شبكة قدس الإخبارية

 في شهادة السيدين مفهوماً ومنهجاً 

hassan-nasrallah-hisham-safi-aldin
أنس إبراهيم

ما بعد انتهاء معركة "أولي البأس"، ظهرت الكثير من التساؤلات حول الاختراقات التي تعرّض لها "حزب الله" ما قبل بداية الحرب، تحديداً، شهادة السيّدين، سيد شهداء الأمّة السيد حسن نصر الله، والشهيد الهاشميّ السيّد هاشم صفيّ الدين، وكذلك، شهداء وجرحى تفجيرات البيجر واللا سلكيّ. 

تركّزت التساؤلات حول شهادة السيّدين، وكذلك شهادة الحاج فؤاد شكر، وسلسلة كبيرة من الاغتيالات لقادة الحزب العسكريين والسياسيين. ذهب البعض إلى القول إنّ في لحظات معيّنة، قد يكون التفسير أن المرء يفتّش عن فوزه شخصياً بالرحيل عن هذه الدنيا قتلاً في سبيل الله، ولذلك قد يقلّ الاهتمام بالإجراءات الأمنية.

لم تكن شهادة السيدين وكبار القادة في الحزب نتاج تقصير أو شعور فردي بالرغبة في الشهادة -بالرغم من أنّها أمنيتهم الأسمى- وبالتالي عدم اكتراث بالإجراءات الأمنية. لكنّها كانت جزءاً أصيلاً من المعركة، من هذه المعركة تحديداً التي لا تزال مستمرّة وقد تستمرّ كما قال السيّد نفسه لأعوام طويلة. 

جبهة الإسناد: وقف الحرب على غزة 

في خطابه الأوّل بعد فتح الحزب لجبهة الإسناد تحدّث السيّد حسن نصر الله في خطاب تلفزيونيّ ليوضح موقف حزب الله وأهداف جبهة الإسناد التي فُتِحَتْ بعد يوم من عملية "طوفان الأقصى". في البدء، عرض السيّد الأسباب التي دفعت بـ "كتائب عزالدين القسام" إلى تنفيد عملية "طوفان الأقصى"، وقد لخّصها في أربعة عناوين: الأسرى الفلسطينيّيين من الرجال والنساء والأطفال، العنوان الثاني كان القدس والمسجد الأقصى وما يتعرّض له من سياسات تهويديّة متصاعدة؛ أما الثالث فهو الرغبة في كسر الحصار المفروض على قطاع غزة أمّا الرابع فهو التوسع الاستيطاني المتصاعد بحدّة في الضفّة الغربية، في ظلّ حكومة وصفها السيد بـ "الحكومة المتطرفة الحمقاء الغبية". 

كان هذا الخطاب جزءاً من واجب ’جهاد التبيين‘ الذي اعتبره السيّد جزءاً أصيلاً من واجبه كأمين عامٍ لحزب الله منذ تولّيه الأمانة عام 1992؛ وكان موجّهاً بالدرجة الأولى لبيئة المقاومة اللبنانية التي دفعت ثمناً مُباشراً لجبهة الإسناد هذه تمثَّل في نزوح عشرات الآلاف من اللبنانيين شمالاً من الجنوب. وكذلك كان موجّهاً للعرب والإسرائيليّين ليقول إنَّ حزب الله بوصفهِ جزءاً من جبهة المقاومة التي تشكَّلت على مدار العقدين الماضيين، يتحمَّل مسؤوليّته في نصرة الحق في فلسطين، وكذلك واجبه في الدفاع عن لبنان ضدَّ المخططات الصهيونية الرامية إلى استيطان الجنوب اللبناني بأكمله ونزع سلاح المقاومة، كما تبيَّن لاحقاً. 

لذلك، لم يكن أمام المقاومة الفلسطينية، كما رأى السيد، في ظلّ الصمت العالميّ والإسلاميّ والعربيّ عن كلّ هذه الانتهاكات المتصاعدة، التي تهدّد بضمّ الضفة الغربية وترسيخ القدس عاصمة للدولة اليهودية، إلّا "أن تحدث حدثاً كبيراً يهزّ هذا الكيان الغاصب المستبدّ المستعليّ، ويهزّ داعميه المستكبرين، خصوصاً في واشنطن ولندن، ويفتح كلّ هذه الملفّات الإنسانية أمام العالم ويعيد طرح قضية فلسطين المحتلّة وشعبها المظلوم المحاصر.. فكانت العمليّة الجهادية العظيمة الكبرى في 7 أكتوبر، "طوفان الأقصى"، التي قام بها مجاهدو "كتائب عز الدين القسام وشاركهم فيها بقية فصائل المقاومة في قطاع غزة". 

شدَّد السيّد في خطابه على أنّ هذه المعركة لا تُشبه أيّ معركة أخرى؛ بل هي معركة فاصلة في تاريخ الشعب الفلسطينيّ، وفي تاريخ المنطقة عموماً. لذلك، كان لا بدّ من تحمّل المسؤوليّة أمام ما كان واضحاً أنَّه مخطّط إبادة إسرائيلية أمريكيّة يَرمي إلى تهجير الفلسطينيّين من قطاع غزّة وإعادة احتلاله، وأمام ما اعتبره السيّد تهديداً إسرائيلياً للبنان. 

وفي مقارنة مع تخلّي العالم عن الشعب الفلسطينيّ في عام 1948، الذي أدّى إلى نشوء الكيان الصهيونيّ وما جلبه هذا الكيان من تبعات كارثية على الدول المحيطة مثل مصر والأردن وسوريا ولبنان، اعتبر السيّد لحظة 7 أكتوبر والحرب التي تلتها حرباً استثنائيّة في تاريخ الصراع الإسرائيليّ العربيّ. قائلاً إنّ هذه المعركة ليست كبقيّة المعارك؛ بل هي فاصلة، حاسمة، تاريخية، ما بعدها ليس كما قبلها على الإطلاق، وهذا يفرض على الجميع أن يتحمّل المسؤوليّة. وفي توضيحه لمعنى المسؤولية، قال إنّ ثمة ضرورة لوضع الأهداف القريبة التي يجب أن يعمل الجميع على تحقيقها؛ الأوّل هو وقف العدوان على قطاع غزة، والثاني أن تنتصر المقاومة، أن تنتصر حماس تحديداً في غزّة. 

هذان هما الهدفان اللذان وضعهما السيد لجبهة الإسناد اللبنانية، وكذلك لجبهات الإسناد الأخرى في العراق وفي اليمن. وقد ظلّا، صُلب المسؤولية التي طالب السيّد الجميع بتحمّلها، والعمل على تحقيقها، ملتزماً بشخصه بهما، وبعدم وقف جبهة الإسناد أيَّاً كانت الأثمان والتهديدات. وفي خطاباته اللاحقة، أصرَّ على ضرورة تحقيق هذين الهدفين بحرفيّتهما؛ لضرورتهما الفلسطينيّة والعربية والإسلامية وحتّى الإنسانيةّ؛ فكان انتصار غزّة يعني انتصار الشعب الفلسطيني، يعني انتصار الدم على السيف، ويعني هزيمة الاستكبار العالميّ الأمريكيّ البريطاني الإسرائيليّ الذي سخَّر أعتَى ما يملك من تكنولوجيا حربيّة مدمّرة لسحق غزّة ومقاومتها. عَنَى انتصار غزة، وانتصار جبهات الإسناد، للسيّد، وقف الغول الصهيونيّ الذي إن انتصر سيطمع بالمزيد؛ قائلاً إنّ انتصار غزة هو مصلحة وطنية مصرية، وأردنية، وسورية، وقبل كل شيء، هو مصلحة وطنية لبنانية. 

كان السيد مدركاً لحجم المعركة وخطورتها، وأهميّتها المطلقة لقوى المركز الغربي الاستعماريّ الذي شعر لحظة 7 أكتوبر بواقعيّة إمكانيّة سقوط قاعدته العسكرية المتقدّمة في المنطقة. وفي الخطاب نفسه، أوضح مدى الضغوطات والتهديدات التي وصلت الحزب في الأيام الأولى من الحرب، قائلاً: "قيل لنا من اليوم الأوّل؛ إن تشنّون عمليّات في الجنوب، إذا فتحتم الجبهة في الجنوب، هذه الأساطيل الأمريكية جاءت من أجلكم، والطائرات الأمريكية هي التي ستقصفكم. قيل لنا هذا في يوم الأحد 8 أكتوبر، وفي أيّام أخرى.. وعندما دخلت بعض المجموعات الفلسطينية من "حماس" و"الجهاد" من الحدود اللبنانية إلى داخل أرض فلسطين، عند أول عملية جاء التهديد أنّ الطائرات الأمريكية ستقوم بقصفكم، فدخلت المجموعة الثانية والثالثة وستدخل مجموعات جديدة إن شاء الله؛ هذا التهديد لم يكن ليغيّر شيئاً من موقفنا على الإطلاق". مشدداً على أنّ موقف جبهة الإسناد مرهون بأمرين أساسيّين؛ مسار وتطور الأحداث في غزة، والثاني هو سلوك العدو الصهيوني تجاه لبنان. ليعيد التأكيد إلى إمكانية العودة إلى قاعدة المدنيين مقابل المدنيين، والبنى التحتية بالبنى التحتية، والقصف بالقصف.

الشهادة تكليفاً ومشروعاً 

هكذا بدأ السيّد المعركة بهدفين أساسيّين وضعهما أمام نفسه وبيئة المقاومة ومؤيدّيها؛ الأوّل تكليفه الشخصيّ بأن يكون الصوت الذين يُبيّن الحقّ، ويوضّح الخطر الكبير الذي يتهدّد المنطقة بأسرها، ويحدّد العدو بشكل واضح وحاسم، ويردّ على كلّ الرؤى والطروحات الانهزامية والتطبيعية في المنطقة. كان هذا جزءاً من جهاد التبيين الذي لطالما حرص السيّد على أهميّته ومركزيّته في بنية المقاومة، والذي لا ينفصل بل يتوازي مع الجهاد العسكريّ والسياسيّ المباشر ضدّ العدوّ. أمّا الثاني فكان التكليف الجهاديّ بالوقوف إلى جانب الحقّ ونصرته، وتمثّل ذلك في شعار المعركة الذي اختاره الحزب: "أولسنا على الحقّ.. إذن، لا نبالي"، كما قال السيّد. 

في ظلّ انعدام التوازن ما بين قوى الاستكبار العالميّ وقوى المقاومة في المنطقة، كان السيد مدركاً أنّ المعركة مع الكيان الصهيونيّ لم تصل بعد إلى مرحلة "الانتصار بالضربة القاضية"، وأنّ المقاومة تنتصر بالنقاط: "ننتصر ونغلب بالنقاط؛ فهكذا انتصرت المقاومة في لبنان عام 1985، وفي عام 2000، وفي عام 2006، وهكذا انتصرت في غزّة في عام 2005، وهكذا حقّقت المقاومة في الضفة إنجازات وانتصرت المقاومة في العراق وفي أفغانستان". 

بالصمود؛ بالصبر؛ بالقدرة على التحمّل؛ هكذا تكلّم السيّد واعتقد أنّ هذه الصفات هي التي لا يملكها العدوّ؛ فالمعركة إذن معركة صمود وصبر وتحمّل وتحقيق إنجازات ومراكمتها وإفشال العدوّ ومنعه من تحقيق أهدافه؛ هكذا ننتصر. وكان السيّد مؤمناً قطعاً بهذا النصر، ومدركاً لحجم التضحيات المطلوبة لأجل تحقيقه، وربّما كان يشعر بأنّ شهادته ورفيقه السيّد الهاشميّ، ستكونان ركناً أساسياً من مسير طريق القدس. كما كانت شهادة الإمام الحسين، ركناً أساسياً من أركانِ مسير كربلاء، واستمرار ثورتهِ إلى يومنا هذا. 

لم تكن هذه الشهادة لحظة فوز شخصيّ، أو لحظة إرهاق وتعب، بالرغم من أنّ لسان حاله في آخر خطاباته، ومع إمعان العدوّ في الإبادة والوحشيّة في ظلّ تخاذل وتواطئ عربي وإسلاميّ غير مسبوق، كان كما لو أنّه يودّ أن يقول كما قال جدّه الحسين في الثاني من محرّم عام إحدى وستّين للهجرة: "إنّه قد نزل من الأمر ما قد ترون، وإن الدنيا تغيّرت وتنكّرت وأدبر معروفها ولم يبقَ منها إلّا صبابة كصبابة الإناء، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل. ألا ترون إلى الحقّ لا يُعمل به، وإلى الباطل لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء ربّه حقاً، فإنّي لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة معا الظالمين إلّا برما". 

لم ينتهِ المشهد بعد؛ لكنّ هذه الكلمات هي التي ربّما سكَنَتْ قلب السيّد بينما كان يخطب في ليالي عاشوراء من عام 2024؛ فيما الإبادة جارية، وأصوات النساء والأطفال الذين يموتون حرقاً في خيامهم تذكّره بخيام اليتامى في كربلاء، ولا تفارق أذنيه ليلاً ونهاراً، بينما تتصاعد الأصوات الخبيثة التي تطالب الحزب بوقف الحرب وتجنيب لبنان ويلات ’حروب الآخرين‘. ترسِلُ أمريكا طائراتها المحمّلة بالمتفجّرات، وتغلق الدول العربية على غزة، وتمدّ الكيان الصهيونيّ بكلّ ما يحتاجه من نفط وإسمنت وغذاء، حاولت المقاومة اليمنية منعها بحراً، فأسرع البعض إلى تحويلها برّاً. ليس من السهل تخيّل مشاعر السيّد في كلّ خطاباته، محذراً، مذكّراً، ملتزماً بواجبه التبييني، وراسخاً وثابتاً على موقفه وتكليفه الجهاديّ؛ لا عودة لمستوطني الشمال إلّا بوقف الحرب. فيما تحتشد الأساطيل الأمريكية والغربية قبالة سواحل بيروت، وهو يعرف أنّ بعضاً من تلك الصواريخ ستصيبه ولا بدّ، وأنّ ذلك جزء من تكليفه الجهادي، أنّ شهادته التي ستأتي، لن تكون مجرّد حادثة عابرة، بل حادثة تثويريّة لا بدّ منها، ولا بدَّ من أن تكون في خضمَّ المعركة. 

في شهادة السيّدين 

في الليلة السادسة من عاشوراء في عام 2024، تحدّث الشهيد السيّد هاشم صفيّ الدين عن المعنى الإضافيّ الذي اكتسبه مفهوم الشهادة في كربلاء. قائلاً إنّ مفهوم الشهادة في شهادة الإمام الحسين، انتقل من كونه وساماً لفرد مجاهد يضحّي في سبيل الله، إلى قضيَّة بحدّ ذاتها؛ فالشهادة في كربلاء أصبحت سبيلاً كاملاً ونهجاً كاملاً للتغيير والدفاع عن الإسلام والدين. 

المعنى الأساسيّ الذي اكتسبته الشهادة في كربلاء أنّها شهادة، كما يصفها السيد الهاشميّ، مقصودة؛ أي معلومة مسبقاً؛ فالإمام الحسين سار مع صحبه نحو طريق يعلم يقيناً أنّه سينتهي بالشهادة. وذلك سواء كان بعلم خاصّ من الإمام أو بقراءة للوقائع المحيطة بالحدث والتي كانت تشير إلى مآل ومصير حتميّ هو شهادة الإمام وأصحابه. يستعين السيد الهاشميّ بقول الإمام الحسين لأصحابه في مكة قبل خروجه إلى الكوفة: "خُطَّ الموت على ولد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة، وما أولهنى إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخير لي مصرع أنا لاقيه.. رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه، ويوفينا أجور الصابرين.. من كان باذلاً فينا مهجته، وموطناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا، فإني راحل مصبحاً إن شاء الله". 

يقرأ السيّد الهاشميّ في هذا القول: ما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف؛ مشيراً إلى عدم التعارض ما بين الرغبة والشغف الشخصيين بالشهادة، وما بين أداء التكليف والواجب؛ فالتكليف هو الجهاد الذي في جزء منه الشهادة، لكن ليس كنتيجة حتمية أو محتملة في طريق الجهاد، بل الشهادة المعلومة. وتكون الشهادة معلومة عندما يختار المرء اتباع تكليفه وأدائه مدركاً أنّه سيلاقي الموت حتماً، وأنّ موته نفسه جزء من التكليف، ضرورة جهادية تجتمع مع الرغبة الشخصيّة في الشهادة. هذا اللا تنافي ما بين المكوّنان الرئيسيان؛ التكليف والرغبة الشخصية، هما اللذان يشكّلان المفهوم الكربلائي في الثقافة الحسينية للشهادة؛ حيث لا يغلب الشوق إلى الشهادة أداء التكليف كما يجب، ولا يتنافى التطلع إلى شهادة مع تأدية المجاهد تكليفه كما يجب. 

ثمّة تواز ما بين مسير الإمام الحسين وأصحابه إلى الشهادة في كربلاء، وما بين مسير السيد حسن نصر الله إلى الشهادة في معركة جبهة الإسناد؛ فالإمام سار في كلّ محطّة يخطب ويعظ ويوضح الأسباب ويضع الحجج لثورته وموقفه، وكذلك فعل السيّد خلال أحد عشر شهراً من القتال؛ يخطب ويعظ ويوضح الأسباب. كلاهما دعا الناس إلى تحمّل المسؤولية الواضحة؛ أي نصرة الحقّ المظلوم الواضح والدفاع عنه، بينما هما في خضمّ نصرته والقتال في سبيله. كلاهما كانا يعرفان، كما يقول السيد الهاشميّ عن الإمام الحسين، أنّ كلّ ما يفعلانه على مستوى الخطابة والتوضيح لن ينفع مع الناس الذين أصرّوا على موقفهم السلبيّ من الحقّ، لكنّهما اختارا أداء التكليف في الجهاد وفي التبيين، واتّباع طريق يعرفان أنّها تنتهي بالشهادة، غير آبهان بالتهديدات بالقتل. ذلك أنّ شهادتهما كانت تعني، في حالة الإمام الحسين، كما يقول السيد في حديثه عن جهاد التبيين؛ كانت تشكِّل نصف الحركة الحسينيّة، النصفُ الذِّيِ يشكِّلُ المظلوميّة الأبيَّة التي تتحوَّل إلى بوتقة صهرٍ تربويّة وعقائديّة تربِّي النفس الحسينيّة على أخذِ العالم على محمل الجدّ؛ على أخذِ حياتهِ الشخصيَّة وأفعاله الشخصيّة على محمل الجدّ؛ وعلى أخذِ دورهِ في الدفاع عن الحقّ ونصرته على محمل الجدّ.. خاصّة في ظلَّ استكبارٍ عالمي